الى إبنتي الغالية ( قمر ) ؛
اليوم، خلع أحد أسنان إبنتي والذي آلمها لأسبوعين
أخبرتني بذلك وهي تبتسم .
شكرتُ الله فقد أحزنني كثيرا تذمرها من ألمه، وأتعبني في نفس الوقت .
تذكرتُ والدتي حين شكرت الله لحظة أخبرتها بأن ( ضرس العقل ) لديّ بدأ بالنبوت !
وأخيرا ستعقلين عقّبت بذلك ..
سأكبر.. أذاً سأنافق إكثر، سأكذب أكثر، وسأدّعي المثالية أكثر وأكثر ..
سأرى الحياة من خلف حجاب الالم الذي أتحمله بإسم العقل الذي سأحصل عليه، والتعقيدات المرافقة لإستخدامه.كتلك التي حصلت في نبوت أضراس العقل لدي مما أضطرني لخلعها
قبل أن أتذوق عقلانيتي عبرها.
وربما هذا هو سبب ممارستي للجنون، بما أنه ليس لدي أضراس أمضغ العقل بها.
أخبرت صديقتي بخبر إبنتي السعيد، فتعجبت قائلة بأنها أخبرتها بعدم رغبتها بأن أعلم بالامر،
كي تتأكد بنفسها من أن هناك ( جنية أسنان ) حقيقية،
وهي من تقايضها بالنقود مقابل كل سن تقوم بخلعه !
قبّلتُُ أبنتي وهي نائمة، قايضت سنها بعملة نقدية من فئة خمسة.
وتركتها وأنا أبتسم.
فالعقل الذي إعتقدت بأنني خلعته مع أضراسه، عاد لحظة تسرب جنونه الى براءة طفلتي.
وغمرني بهدوء جميل .
فأدركتُ لحظتها بأنها مقايضة عادلة !
؛
0 التعليقات:
إرسال تعليق