دائما نُحسُ لسعة الإمتلاء في أي كتاب نقرأه لحظة نطوي الصفحة الاخيرة منه
ويأخذنا التنهيد الى كل ما جاء فيه دفعة واحدة, وكأننا نوّسع مداركنا مجددا
بعد حشوها بين دفتي 100 او 200 ورقة .
لم يأسرني أبدا إستهلال مقدمة, كتلك التي تأتي في رواية [ الخبز الحافي ]
تُحسّ بها وكأنها تستحوذ على روحك وجسدك ومحيطك,
وتعقد في لسانك الف عقدة, وغصة, وبكاء, وخطيئة, وكأنك جلاد
إن لم تتعاطف مع خطايا ذلك الطفل الجائع, ومتواطئ إن تعاطفت معه
ولكن لا يمكنك فصل بنية هذا الرواية عن بعضها, فهي كجرعة واحدة
إما إكسير حياة, وإما لدغة سامة .
مؤلمة جدا قراءة هذه الرواية, إستهلكت مني ليلة تكوّرتُ فيها
بين السطور وبين الواقع, وأذهلني كم الجنس المقزز لوصف واقع مشوّه ومستنقعي
وروح اللغة السرديةا لمُخدرة للحواس
والممهدة للجنون, الناطقة بمقارنات بلا جهد يُذكر.
وأستهلكت منها 21 عاما, عُمرا بأكمله, لم أكن حتى ولدتُ لحظة
كان يبدأ للبعض وينتهي للبعض الآخر.
أكثر ما يؤلم فيها أنها سيرة ذاتية !
سيرة حياة الكاتب نفسه الذي لم يتعلّم القراءة والكتابه
الا في سن العشرين !
يقول [ محمد شكري ] في إستهلال مقدمته القصيرة للرواية :
صباحُ الخير أيها الليليون,
صباحُ الخير أيها النهاريون,
صباحُ الخير يا طنجة المنغرسة في زمن زئبقي,
ها أنا ذا أعودُ لأجوس, كالسائر نائما, عبر الازقة والذكريات,
عبر ما خططتهُ عن ( حياتي ) الماضيه - الحاضرة ..
كلمات وإستيهامات وندوب لا يلئمها القول .
أين عمري من هذا النسج الكلامي ؟
لكن عبير الاماسي والليالي المكتظة بالتوجس وإندفاع المغامرة
يتسلل الى داخلتي ليعيد رماد الجمرات غلالة شفافة آسرة .
للقراءة المباشرة / من هنا
هامش :
قراءة ممتعة من مسرح
0 التعليقات:
إرسال تعليق