هو : لمَ أخذتي معك عتبة البيت، وإنت تقسّمين
بيننا تقويم الايام، وحالات الحواس، ونشيد الضجر
وذلك المتّسع الممكن بين الصحو والنعاس؟!
هي : تباغتني أسئلتك. تجبر أمزجتي على التسلل
من مرقدها بين السبات والصمت.
أخذتها كي يستفزك فراغها، فتخرج من حيزك المحدود بزاوية حادة،
الى حالة من الشساعة المنفرجة الخيال .
هو : لم تتكاسلي يوما عن وضع نظرياتك على أي طاولة،
تعيدينها مرات ومرات، ولا يعنيك غيم العتاب وإن إمتزج بنكهتها
فأنت تجعلين حتى السكوت يتماشى مع نبراتك .
هي : كنتَ دائما شديد المُكوث في هفواتي وبين نزواتي
بعيدا عن مدارك الإتزان، وحدك ترقص هناك،
مهللا وكأنك تتعلم لغة جديدة، لا يفقهها أحد سواك .
هو : سنين، ولم يتسنى لي الوقت لأفرك عيني من تعب
سكنتهما منبّهات القفزوأنا أُلبّي جنونك وألتقف شيطنتك،
وأعبئ لهاثي في ثغرة خلف الوقت، وأنساه.
والان ماذا؟ تدّعين صدأ الرهانات التي كنتُ أرشوك بها !
هي : لتعذرني يا ظلّ عمري، بي رجفة عتيقة،
أكلت هامتي، وتواطأت وذكورة المرض على منبت وجودي.
اليوم لا طاقة لي بمقارعة المنطق معك، ولا بتراشق اللغة بيننا تذاكيا .
قبل أن تبدأ حديثك كنتُ أهمّ بإرتشاف صباحي مع قهوة بيضاء تعوزها النكهة،
الا من وحدة، وصمت وأحساس بعدم الاكتمال، وتوقف في منتصف عمر ضائع !
فكيف يجدي أن نلتف على المخيلة، ونملأها بالاماني الهاربة، ونعيد اليها ما جفّ
من أحاديث كانت ملح حياة ماضية .
هو : أحدثك طمعا في سطر أخير، ربما يفاجئ تكهني المسبق بالنهاية .
أعلم بأننا لا نغير حرفا في خاتمة كتاب ما، وإن قرأناه الف مرة متتاليه!
ولكن اليوم باغتني فراغ العتبة في ذاكرتي،
وكأن شرنقة دودية إلتهمت وساع البيت بشكل بربري.
فأحالته مسطحا لا شكل له !
فأردت أن أعيد بناءها معك، علّ الحياة التي تسربّت عبرها
تعود منبعثة من جديد
لذا يا حبيبتي، فكري جيدا قبل أن تفقدي ما علقَ من لغة الحكمة
بين شفتيك ورئة التعب.
هي : ................................................
* صوت ستارة النافذة وهي تُفتحُ كاشفة عن صباح يوم جديد،
أعاده الى واقع كرسيّه في زاوية دار العجزة.
وهمهمة فائض المكان بالاصوات من كل الجهات،
أثارت في داخله رعشة حاضر غير مرغوب بها .
وبقي وجه زوجته الراحلة وإبتسامتها الثابتة على شفتيها
داخل إطار الصورة التي يحتضنها.
بقيا الشيئان الوحيدان اللذان يزخرُ بهما مكوثه المُنهك
بين أكوام الشيخوخة وأرذل الجسد.
وكل ذلك البياض في الجدران الكثيرة يصيبه بغثيان الانتظار
ويحاصر روحه داخل مسألة وقت معقدّة !
0 التعليقات:
إرسال تعليق