آخر غوايات الحزن في ديسمبر ؛؛





: :




منذ أيام وأنا أترنح داخل نفسي تاركة في ثناياها ملاحظات عديمة الجدوى
مؤرخة وجعها كتابة فوق منضدتي وكأن لها قيمة تذكر 
ومن حولي دخان سجائري يستعر، وتفكيري لا يكفُّ عن الدوران التفافا حول لا شيء.
ألتقط ما يقطر مني من فراغات، من أشياء في دائرة أيامي، ومن بشر خلف نافذتي 
محاولة أن يكون لما أكتبه قيمة حقيقة دون بدائل جانبية .
فأدور وأنا أحس أن الكتابة لم تعد تواكب ما يتعجّل فيّ من مشاعر، 
من كل إكتظاظ ضج بالاوقات والاحداث، ومن كل التفاصيل المندسة في تلافيف العمر.
من وجود الله في كل ما حولي، و من كل دعاء إنسكب فوقي، وجفّ لامباليا .
من حدودي المتسلحة من ضعفي، مقاومة تمردي بإلقائي خارجي دون رحمة
و من كل الحكايا المسدلة مللا فوق خلفيتها السحرية، 
المذكّرة اياي بأنني لن أعود طفلة !
والمشيّدة داخل روحي الهرمة أسوارا أصلب فوقها  
مرجومة عبرها بكل الذرائع الوهمية الممكنة ! 

الحالمون مثلي لا يتقنون جمع الظلال من بين السطور 
ولا يقيمون وزناً للكذب الممزوج بلعاب الثقافة والفضيلة 
فأنا حين حاصرتني تصدعات ما تركه فيّ من ركام  
لم أدري كيف آسفُ على ما إخترتُ أن أتخطاه بغير إرادتي 
ولا متى ألوم نفسي وألوكها توبيخا على ما محوته قسرا بالنسيان 
ولا لماذا أتوجس عما سيتكشف عنه الوقت من خبايا وخيبات.
فأنا لطالما كانت كل المقاهي بالنسبة اليّ قابلة للمواعيد 
وللإلتئام، وللغناء !
أما اليوم فأصبحت أراها مكتظة بلا عذر يداري فيها الامزجة. 
وبلا نهايات تليق بالصبر الذي أريق على أطراف علاقات لم تزهر 
وبلا كلام يُطبّب لوعة الروح مهما نُطق بهدوء او قيل على مهل  

واهمة بالانسانية أتفادى ما يغص فيّ من رغبات أقابلها في مرآتي يوميا، اسارع بها الى حيث أزرعها أملا واهما من التحدي في نفوس الذين سقطوا من رقاب البشر، وإحتوتهم الارصفة وتقاطعت أقدارهم مع الشوارع المكتظة بخيباتهم . أحملها اليهم في أحاديث لا تتجاوز عيونهم الضبابية المعتادة على القهر ولا لساني المعتاد على التلوّي جُملا براقة متجملة بالكذب والشعارات . درب السعادة ليس متخما بالرضى كما أُقنعنا ولا الطريق أمسى خطى متسابقة نتبعها للوصول فكيف السبيل الى الخلاص من عبء النوايا الناقصة ؟ وكيف التشبث بإسفلت الفكرة الطيبة مهما تعرّجت مطبّاتها ! متجاهلة صوت الآذان القيت بنفسي في البحر متعمدة ومنشغلة عنه بالموج آخذة بعدّه، وهو يكسرني على خاصرة رتابته حتى هرمت سجادة صلاتي، وجفت فوقها الادعية . فيا كل الغوايات في الزوايا المتلصلصة أخاطبك وأخبرك بأن يد القنوط لم تطالن بعد، و بأن اليأس لم يجرؤ على تقمصي، فلا تفرحي ما زال فيّ شيء لم يَزِلّ، ولم ينكسر شيء كإيمان أمي يشبهها في الصدق والطهر شيء كماها و منها يُبعث فيّ حيّا فإلتزمي فصلك الاخير، وكوني بردا وسلاما حتى تحين النهاية

وعاجزة، أدرك إستحالة اللغة فيّ فأستخفي مما في جسدي من كلمات وأطفح بكل ما يعبرني من وجوه وأحداث وأضيق بكل هذا المتسع المحاصر بهم وبي وأستكفي بالازدحام منهكة بها ولا أدري في أيّ جهة أنصب خيام لغتي ولا كيف أتعايش معها بلامبلاة كغريب عابر حتى أصبحت الكتابة تغادرني كبدوٍ كفّ الحب عن مجالسهم فجأة فتركوا أطلالهم دون قصائد دون عناوين ودون تفاصيل تذكر بعدئذ لم يعد لديهم ما يستحق أن يُحكى ! أنا ... لم يعد لديّ ما يستحق أن يُحكى

* آخر غوايات الحزن في ديسمبر .. 



؛









0 التعليقات:

إرسال تعليق


أنسي الحاج


المُنعشُ أيضا في الموسيقى

أنك حين تكتشفها, تطمئن الى
إنك لم تكن وحدَك بلا جدوى .





مصطفى الرافعي


وليكن غرضك من القراءة, إكتساب قريحة مستقلّة,

وفكر واسع, وملَكّة تقوى على الإبتكار, فكل كتاب
يرمي الى إحدى هذه الثلاث, فإقرأه ..


هنا معكم

المارون على الخشبة

:: رأيك يهمنا ::

أرشيف

شباك التذاكر


محمود درويش - حالة حصار


يقيس الجنود المسافة

بين الوجود وبين العدم , بمنظار دبابة .


محمد شكري - الخبز الحافي


أخي صار ملاكا. وأنا؟

سأكون شيطانا, هذا لا ريبَ فيه .
الصغار إذا ماتوا يكونون ملائكة والكبار شياطين.
لقد فاتني أن أكون ملاكا.



عبدهُ خال - ترمي بشرر


الشعور بالدونية يجعلكُ تسفّه وجودك,

ويُنبّه حواسك لأن تسلك طريقا جديدا
يمنحُك الإعتداد ..


إبراهيم نصر الله - زيتون الشوارع


أنظر الى نفسي الآن, ولا يخطر ببالي للحظة أنني أخطأتُ الإتجاه

حتى وأنا أنظر الى هؤلاء الذين حولي وهم يرسمون صورتي
كما لو أنهم يرسمون النهايات.
كلما أصبحتَ جزءا من فكرتك, قالوا إنك موشكٌ على الجنون
أما حين تُصبحها فإنك الجنون نفسه, أليس كذلك ؟
كأنّ هناك مسافة أمان بينك وبين نفسك, إذا تجاوزتها
ستخسرُ كل شيء !!


لا بد من خيانة - عمر طاهر


ل حاجة هيه هيه في كل حته
وأي حد هتلقى منه خمسه، سته
واللي يفرحنا، بيوجعنا ساعات
والتاريخ عمّال يعيد ف نفسه يعني
اللي جاي هو بعينه اللي فات
وزي بعضه
زي أي حاجه تانيه
زيي أنا، وزيك إنتَ
زينا !
ومش لوحدك الملل مجننك
الملل سيطر علينا كلنا ..


أحلام مستغانمي-فوضى الحواس



عجيبة هي الحياة بمنطقها المعاكس.

أنت تركض خلف الاشياء لاهثا, فتهرب الاشياء منك.
وما تكاد تجلس وتقنع نفسك بأنها لا تستحق كل هذا الركض.
حتى تأتيك هي لاهثة.
وعندها لا تدري, أيجب أن تدير لها ظهرك, أم تفتح لها ذراعيك,
وتتلقى هذه الهبة التي رمتها السماء اليك, والتي قد تكون فيها
سعادتك, أو هلاكك ؟
ذلك أنك لا يمكن أن تتذكر كل مرة تلك المقولة الجميلة لأوسكار وايلد:
" ثمة مصيبتان في الحياة:
الاولى أن لا تحصل على ما تريده, والثانية أن تحصل عليه ! "



سمر يزبك - صلصال


رائحتها حرب الكون ضدي ..



رياض الحسين


العدالة هي أن أركض مع حبيبتي
في أزقة العالم ..
دون أن يسألني الحرّاس عن رقم هاتفي
أو هويتي الضائعة
العدالة هي أن ألقي بنفسي في البحر الشاسع
و أنا واثق بأن أحدا لن يمسكني من أذني
و يقودني مرة ثانية الى القبر
بدعوى أن الانتحار لا تقرّه الشرائع
والقوانين
العدالة هي أن آكل رغيفي بهدوء
أن أذهب الى السينما بهدوء
أن أغني بهدوء
أن أقبل حبيبتي بهدوء
وأموت بلا ضجة


محاولة - فيسوافا شيمبورسكا ؛


"
عمل لنفسه كمنجة زجاجيّة، لأنه أراد أن يرى الموسيقى "





ألبير كامو ؛


لكي تصنع ثقافة، لا يكفي أن تضرب
بالمسطرة على الاصابع .


جبرا إبراهيم جبرا ؛


ولئن كانت الموسيقى، طوال تاريخ البشرية،
قد اقترنت بالحب بقدر ما اقترنت بالتقوى،
فما ذلك إلا لأنها ارتبطت دائماً بأجمل مشاعر الإنسان،
وأرقّ عواطفه، وأشدّها غزارة وإيحاءً ونقاوة.




حول العالم