ينتهي الغياب فجأة
ونعود أدراجنا كمن يصحو من سبات طال أكثر من شتاء ..
متوقعين الكثير، متهيئين للكثير،
على شفاهنا صمت متأهب، وكلام لا يفصِح عن كثير ..
نصل ..
نتدارك الاشياء حولنا، ندخل ونخرج من أنفسنا
ضبابية ذاكرتنا، وموجة إدراكنا المتمهلة ..
نجد بعدها بأن لا شيء تغير
كل ما تركناه خلفنا في عجلة الرحيل
ما زال على حاله
نفس الوجوه والابتسامات
الاماكن والطرقات ،
البيوت والعناوين، الاحاديث والشائعات
المناسبات، الاستقبالات، المواليد، والجنازات
الشباب والشيخوخة، الفرح والحزن
كل شيء كما هو، كما عهدناه دائما ..
حتى الموت، مازال ذلك الزائر الصديق الغريب
وفي محاولة التعوّد على المألوف من جديد
ونبذ خيبة قلة التوّقع
نتشاطر وأنفسنا سراً صغيراً
أمام وجه بحيرة عجوز، بات ماءها جافا
بأنّ ما تغيّر فقط، وما تغيّر حقا
هو [ نحن ] !!
عيوننا، وقلوبنا، ضعفنا وقوتنا،
أناتنا وعصبيتنا،
ما نلعنه وما نقدسه
ما نستسيغه وما لا نطيقه
ما نحبه وما نكرهه
من نريد أن نلتقي به مجددا، ومن نريد إن ننبذه .
ما تغير هو نحن !
نظرتنا لمعنى حياتنا وجدواها
نظرتنا لما حققناه، وما أملنا أن نحققه
ما تبعناه زمنا وكان لا يستحق
وما تركناه خلفنا وكان ذا جدوى
خيرنا الذي إنقلب شرا
وشرنا الذي إنقلب خيرا
ودموعنا السخية حينا، والمتحجرة أحيانا
علاقاتنا مع أهلنا، أحباءنا،
أصدقاءنا المقربين والسطحيين
أصدقاءنا المقربين والسطحيين
وما نبرع به الان ، وما كنا نبرعه به في وقت ما
داخلنا الذي يتسع ويضيق بحسب ما نمر به
من تفاصيل جيدة وسيئة
نحن من تغير في كل تلك الدائرة
وأصبحنا خارجها
لذلك نرى ثباتها بوضوح من حيث نقف الان .. !!
؛
0 التعليقات:
إرسال تعليق