الى / بعضٌ منكِ على حدود تشرين !
في صفير الريح، وهي تلهثُ خلف عطرك
بدأ الشتاء ..
تاه صباحه، هرم وقته
ومن تعبه حلّ المساء ..
أين أنتي يا سيدة المطر ؟!
أيلول رحل؟ وتشرين جاء معربدا
يلوي فوق بعض ما بقي منك من أثر !
أين أنتي ؟
تتملص مني النداءات ؟
وكل ما يلخصك من أفكار ..
كيف تاه وجهك في رطوبة الاجواء
في تشنج الخيال
في بعض الشجون المبكرة !
كيف ألملم تفاصيلك
وأنت من كل صوب تخرجين اليّ
تفرغين الزوايا تورا، وتارة تتكاثرين
تقتطعين من المواعيد ظلالها،
تسترقين السمع الى سمفونيات الحنين، وتضحكين !
أين أنا منك ؟
من كل ثرثراتك المخبوءة تحت وسادة صيفك العابر
من كل حديقة تصرفاتك العشوائية المتقنة !
من فنجان قهوة، تفضلينها مرّة، فَ يتشوّق لشفتيك االخزف !
أين أنا
من سطور الشعر التي تقبسينها،
فتلجين بها قلوب الرجال !
من خاتمك الكبير المتربع في خنصرك المتكبر،
الصّاد لكل ود مخطوب !
من نونك ونارك، ونهدك ونهرك الجاري في بركان صدري !
للمطر في وجهك لون أحمق
يشبه صبغة الخذلان في وجه عاشق منبوذ !
وتشرين ساديٌ بكِ، مكتظ بك، قارص بكِ
يرفضني، ويعتنقك حالة ماء !
للمطر قصص يسردها عنك
بين المدفأة وزجاج النافذة ..
فتعرق الاجواء، ويدوي صراخ الرعد
وتلتقط السماء لك صورا مبللة
وأنت تجوبين الذاكرة،
لا تأسرك نقطة أخيرة خلف سطر هش
ولا وطن ينسبك اليه !!!
؛
0 التعليقات:
إرسال تعليق