الى / سيد الشتاء
كم مرة تحاشيتُ عاصفة فراق ما
تزوبعت داخل معطفك وأنت تأتي
وأشعلتُ مدفآة الحديث كي أخلق
أخيلة ذات كلام دافئ معتّق بالبداية .
كم مرة سبقتُك بأسئلة كبُشرى الربيع
كي أمرّ بعناقيد صمتك الى موسم النضوج .
برودة يداك كانت عادة أترجمها
عبر معاني الارض, وأخلق لها أسطورة بزيّ تراثي .
وأعقد فوقها ضحكتك حين أتلوها عليك
وأخبأها حين تنتهي, وأضمها الى ما سبقها .
لطالما حشدتُ نفسي في إستقبالك
وغنيتُ لكل أغانيك المفضلة,
ورسمت كل الخطوط والدوائر التي طلبتها,
وقفزتُ عنها بمجرد فرقعة مشتعلة بين إصبعيك.
كم عليّ أن أهجئ نفسي لعينك ؟
وأتدثر بألوانك المفضلة ؟
كم مرة أحتاج لأمحو نفسي وأعيد صياغتي
كي أصل مستوى توقعاتك الشاهقة ؟
كم شارع ومنعطف وتلّة, مطالبة بخوضها
كي أقتلع تساؤلاتك المبتورة عني,
وأزرع مكانها دغدغة بنكهة إشتهائي ..
ليتك تفتح شهية عقلك داخل هامشي
كما تفتحها في إطار ما تسميه تعبّد فكر .
وتتركني أتصومع هناك مصلية
مهللة, ممارسة طقوس إحتراف الحرارة
في كواليس الهطول الاول لمطري
على ترابك المبتّل بدهر متقرّح بالتكرار .
0 التعليقات:
إرسال تعليق