جئت الى الحياة يتيمة، وقد غادرها والدي منذ وقت قبل ولادتي .
و الى الان ما زلتُ أنتظر حبا كالذي كان يُكنه لوالدتي
حبا يملأ عيناها بحياة أخرى مكتظة به كلما تحدثت عنه صدفة،
أو مدفوعة بأسئلتنا .
فتتحدث بملأ ال ٩ سنوات التي عاشتها معه،
دون أن تترك تفصيلا واحدا يحيد عن السرد الذي نحفظه عن ظهر قلب
لكثرة ما سمعناه .
وتختتم كلامها بتلك الحادثة التي أعشقها، فتقول :
يكفي أنه حين وضع موضع إختيار بيني وبين عائلته، إختارني دون تردد.
و عارض والدته معاتبا:
عليكِ أن تتفهمي بأنني حين رأيتها للمرة الاولى أدركت بأنني خُطفت مني
ومنكم، ومن كل شيء عداها .
الحياة كلها رمادية دون إزهارها تحت جلدي .
حقائبي جميعها معدّة للسفر منها واليها،
فلا مكان يحويني غير حضنها، ولا مطارات تستقبلني عدا قلبها .
ولا عمر أعيشه مهما طال دون أن أهرم الى جانبها، وأدفن في رماد شعرها .
ثم تصمت أمي، تنظر اليّ كغائبة عادت توا من سفر جميل، وتبتسم.
وترجع الى إنشغالها قبل أن أقاطعها .
ربما لم أعايش والدي، ولكنني وعيته من كلام والدتي عنه
و عن ذلك الحب الابدي الذي لا ينضب
وذلك الشغف نفسه، في حكاياها عنه في كل مرة،
رغم مرور الحياة بها بكل إزدحامها وعُقدها .
نعم، أنا طماعة حين أتمنى حبا كذلك الذي يسكن قلب والدتي الى الان
وسكن أبي عمرا بأكمله، قبل أن يغادرنا ممتلئا به .
؛
0 التعليقات:
إرسال تعليق