لم أعد أستغرب أن يكون كأي صباح عادي
ويكمل دورة ساعاته كأي يوم عادي
ولا أن تكون تفاصيله شيئا لا يكاد يذكر كأي حدث عادي
لم أعد أستغرب أن أجد من لا يذكر أي ذكرى يصادف
بل أن أجد من لا يعلم بأنه يصادف تلك الذكرى تحديدا
ولا أن أجده يكتفي باللامبالاة حتى بعد أن يعلم ..
في قلبي أمور كثيرة أكبر من الكلمات
أغض حبري عنها، لا لأنها تؤلمني
ولكن لأنني لا أعرف كيف أكتبها
فهي أكبر مني بأشواط،
وأخاف إن أنا
وأخاف إن أنا
تجرأت وإقتحمتها،
أن أجدني صغيرة جدا في أجواءها
أن أجدني صغيرة جدا في أجواءها
فتكبر هي، وأًصغر أنا أكثر ..
اليوم الكتابة أكبر مني بأشواط
وليس في قلبي كثير من تفاصيل أدوّنها
على الرغم أنني أحسها قريبة، كعتبة بيت
حميمة، كقبلة
فبعض الاحداث غالبا ما تكون عناوينها أجمل من تفاصيلها
لذا فإنني أترك الكثير مما في داخلي كسر خاص جدا
لا أشاطره ونفسي .
ولكني اليوم أدرك مع كل الوقت الذي مرّ على الذكرى
بأن بعض الاوجاع تتحول الى يد حنونه، تربت على أكتافنا
تجلس قربنا بهدوء لتحدثنا، وتأخذ بأنفاسنا
فنفتح لها قلوبنا بكل خجل، ونبكي أمامها متوارين منها، بها .
١٥/ ٥ أيار ما زال فيّ كـَ ثقب
لا أعلم مداه، أو لونه
ولكنني أحس بوجوده داخلي
يحمل النكبة وكأنها فراغ له حيز ..
يغريني بالكتابة عنها كل سنة، فأتجاهله
ويكبر هو في صدري، عقابا .
هو لا يعلم بأنني أخاف إن كتبتها
أن اجعلها شيئا لا يشبهها
وأهزم نفسي أمامها، وأصغر أكثر ..
وأخبرهُ بأن لا طَرْقَ على باب الزمن ينفع
فالمشاعر، والتاريخ لا يلتقيان
وأنا غارقة في المشاعر، مليئة بها .
ولا فاصلة تستقر بيني وبينها
هي ذكرى أبدية ..
حتى وإن تبرجت بالعودة يوما
فسيبقى لسنينها ظل ضعنا في رماديته دهرا
تكدسنا في زواياه طوابيرا من الانتظار.
هي ستبقى ذكرى،
الحياة فيها شعور منقوص
والموت معلق كناقوس عتيق
ستبقى فينا أجلٌ
تاريخه جماعي، وغصته أحادية ..
/
صابرين الصّريع :
١٥ / ٥ / ٢٠١٢
؛
0 التعليقات:
إرسال تعليق