شفتيها القرمزيتان أصبحتا تثيران فيّ زواية حادة من التأهب
كلما تجلجلت من بينهما ضحكتها، وتسلقت ضجة الموسيقى
وتلك الكرة الشاهقة النبيذية اللون الشقية كراقصة ثملة
شاكست عينيّ حتى وخزتهما بالدوخة .
لم أفهم رابط الموضة بين ثيابها وطلاء أظافرها الاخضر الفاقع
ولكني تجاسرت مع دهشتي وإبتلعتها مع كثير من السخرية .
قامت ودعتني للرقص تجذب ياقتي أكثر مما تغريها
مسبوقة بتعابير جسدها في تعاطي الموسيقى تلوّيا
لم تجد يداي بدّا من صهرها في زوايا جسدي
لضيق الفراغ في المكان وإختناق الهواء فيما بيننا
عرقي حين إنضم الى لهاثي يصرخان بالحرية
كانت طاقتي قد تلوثت بإنهاك مبكر
فإسترقت نظرة سريعة الى ساعة يدي
فوجدت عقرباها يتراقصان قريبا بعشر خطوات من الثانية عشر
وشعلة صبري تنطفئ بين حيوية مرافقتي وعتمة الاجواء
وحبات عرق هربت بملحها الى جادت ذقني وذابت مرهقة
ولا رغبة ليداي سوى التحرر من طوق اللحم الذي تحيطان به قسرا
وإنعاشهما بتجفيف سريع كي يجيشان بلسعات هواء لا يثقله إختلاط حابل العطور بنابل الاجساد
فهمست لسيدة السهر بما إسعفني به لساني من إستئذان مفكك الملامج والوجهة
وتراكضت الى اقرب فسحة نجاة وجَدَتني
وأطلقت لصدري خيول أنفاسه الجامحة وصهيله المتعرّق كبتاً .
وتحسست الجدار خلفي فوجدته يهزج بألف لغة صامتة
وتعتقله برودة إتّسعت لها مسام جلدي إتكاءاً .
دعوتُ الله لأجد ولاعتي بعد أن توازنت حراريّا
كي أجاذب دخان سيجارتي أطراف قُبَلٍ عابرة .
ولم تفاجئني رغبة عيوني بالاسدال قسراً
فسلام فوق الارض وتحته مختلفان جدا .
كافئت جسدي بسكون هادئ وزفرات متلاحقة
فكافئتني أُذني بإلتقاط مرهف من بعيد لموسيقى تعرفني منذ بعض الكثير من العمر .
فأرخيتُ لها خطواتي أتغلغل عليها
ولم تطل مسافة البحث بي حتى وجدتني حتى وجدتني أمام دكان الاربعة والعشرون ساعة
في زاوية ناعسة يملأه جسد متكوم لرجل في ثلاثة ارباع إغفاءة
لا يبدو أن إعلان رأس سنة ميلادية جديده يعنيه بشيء أكثر من إستمرار رنة صندوق نقوده الالي
وعلى رف قريب من وَسَنِه العمومي
راديو عتيق تشفق عليه الاغاني كي لئلا يبتلعه غبار النسيان فتواسيه ببعض منها
وكي يبقى لصوت الحاضر من سمّاعتيه حياة تصدح
وفيروز عبره تدهش الليل بسمرة صوتها وتشدو
” سنة عن سنة، عم تغلى ع قلبي يا عهد الولدنة ”
تذوقتها كجائع قدّم اليه طبق المفضل في الوقت المناسب
فتألقت روحه وذابت أساريره في لذة الطعم الفاتن
وفي خضمّ نشوتي السمعية قررت إهداء سهرتي هذه النهاية الملائكية الصدفة
فوضعت يديّ في جيبي معطفي وخبأت إبتسامتي لراحة نفسي
ومضيت أدندن فيروزا عازفا وأستقبل السنة الجديدة وحدي ... !
؛
2 التعليقات:
:)
سأنوي لقدر ٍ قآدم أنـ يمنحني تلكَ الإعيآءة
سلبتِ أنظآري المتسآرعة المتهآدية في القرآءة
تتلمس كل عطر منفجر مـن ثنآيآ الزوآيآ الضيقةَ
بين الهروب والرضوخ
مزاج
لقرائتك طبيعة تشبه الدوائر
تحرص على إبقاء داخلها متأهبا
وتعطي خارجها شعورا بالتمحور الكامل ..
لا أكتفي من عطر تواجدك أبدا
~ صابرين ~
إرسال تعليق